عذرا… لا عيد للحب!

saint-valentin-5

يحكى أنه كان الرومان القدامى يحتفلون بعيد اسمه “لوبركيليا” في يوم 15 فبراير من كل عام، فتقدم فيه القرابين للإله “لركس” ليحمي مواشيهم ودوابهم من الذئاب، وكان هذا العيد يوافق عطلة الربيع آنذاك، لكن في القرن الثالث الميلادي، وفي عهد الإمبراطور الروماني “لكلايديس الثاني” تغير تاريخه من 15 إلى 14 فبراير، وحرم الزواج على الجنود بحجة أنه يربطهم بعائلاتهم ويشغلهم عن القيام بمهامهم القتالية على أتم وجه، فقام الشاب “فالنتين” بالتصدي لهذا الأمر، وأخذ يقوم بإبرام عقد الزواج سرا، لكن افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام. خلال فترة سجنه وقع مغرما في حب ابنة سجانه، نفذ الإعدام يوم 14 فبراير 270م، ومنذ ذلك اليوم بدأ الاحتفال بيوم القديس فالنتين Saint Valentin، فيقوم الشبان والشابات بتبادل رسائل الحب وبطاقات التهاني والورود.

إلا أن الأمر تطور بعد ذلك لما هو أخطر، فأصبح عيدا “جنسيا” عند الأوروبيين والأمريكيين بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث أصبح يعتبر مناسبة سنوية لممارسة الجنس، تعمل فيه الثانويات والجامعات على توفير عدد كبير من الأكياس الواقية… أتساءل يا ترى هل كان لهذا العالم الأسود أن يحتفل بعيد الحب لو لم يعدم “فالنتين”؟ لو لم يقع في حب بنت السجان، هل كنا لنرى اللون الأحمر ورودا لا دما يملأ العالم كل 14 فبراير؟ ومن يكون حتى يكون للحب رمزا؟ بل بأي حب يحتفلون؟

أعرف حبا غير الذي يعرفون، أعرف عشقا غير الذي يحتفلون به، أعرف غراما غير الذي يفترون. فحياتي ليست نعيما لا يطاق بدونه يا كامل، ولا يجعلني وحشا يا قيون، وليس مبارزة أربح فيها أو أخسر يا لابرويير، عذرا يا شكسبير سأتحدث عن الحب لكن لن أهمس.

الحب إحساس مقدس، حياة لا تنتهي بالموت بل بالنسيان، الحب ملك فوق القانون، الحب بستان ترويه الدموع، الحب معرفة قيمة من تحب، الحب إخلاص ومودة، الحب ظلام تتشابه في الألوان، الحب نص لا يتحمل الأخطاء، الحب لغة لا يفهمها إلا المحب والمحبوب. كيف ليوم واحد أن يلخص كل هذا؟ أيجب أن أنتظر حولا كاملا لأقول “أحبك”؟ ألا يجذر أن تكون كل أيامنا حب؟

تموت الحياة وتبقى الذكريات… ويبقى حبي شعورا أزليا خالدا مدى الحياة !

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*