هل يمكن دخول الأحلام، وسرقة وزراعة الأفكار؟

عالم الأحلام، العالم الذي تستطيع أن تحتفظ بكل أسراره لوحدك، هذا العالم اللامحدود الذي لا يعترف بالقواعد والقوانين… لكن ماذا لو تمكن العلم في يوم من الأيام من دخول الأحلام، وسرقة عقول الآخرين والاستيلاء على أسرارهم؟

فيلم Inception فيلم الخيال والغموض والإثارة من كتابة وإخراج وإنتاج كريستوفر نولان (مخرج فيلم The Dark Knight). تم إنتاجه سنة 2010، وتصويره في أربع قارات وستة دول بدءا من طوكيو في 19 يونيو 2009 إلى كندا في آخر نونبر من العام نفسه. حاز الفيلم على أربع جوائز أوسكار: أفضل تصوير سينمائي، أفضل المؤثرات البصرية، أفضل صوت، وأفضل ميكساج.

يحكي الفيلم حياة عميل من مستوى رفيع يدعى “كوب” (ليونادرو دي كابريو) يحترف سرقة الأفكار والسيطرة على عقول الآخرين للاستيلاء على أسرارهم ونواياهم الدفينة، ونجح في ذلك حتى صار في حوزته أسرار خطيرة عن شخصيات مهمة وشركات كبرى، الشيء الذي جعله مطلوبا دوليا بعدما اتهم بقتل زوجته. إلا أن تم استدعاؤه من طرف رجل أعمال غني يدعى “سايتو”، ليقوم بزرع فكرة داخل عقل أحد منافسيه “روبرت فيشر” (سيليان مورفي) لتصبح كأنها فكرة الرجل نفسه وليست فكرة مزروعة. كانت الفكرة أن يفكك روبرت شركات أبيه التي ورثها عنه. فقام كوب بهذا العمل مقابل أن يضمن له سايتو فرصة العودة إلى وطنه وأسرته بعد أن أجبر على تركها وسلب حق رؤية طفليه. قام كوب بتجميع فريق عمل ذو كفاءة عالية لإنجاز هذه العملية، فكان ضمن الفريق: “آرثر” (جوزيف غوردون ليفيت) زميله السابق، “إيماس” (توم هاردي) متخصص في التخفي والتقليد، “يوسف” (ديليب ريو) متخصص في الكيمياء وصنع الوصفات، و”أرياندي” (إلين بيج) مهندسة معمارية تعرف عليها كوب عن طريق أبيه ميلز (مايكل كين).

يحمل الفيلم فكرة غريبة وجميلة في نفس الوقت (زراعة الأفكار)، فكرة جديدة لم تخطر على بال بشر من قبل، والذي جعل الفيلم أكثر روعة هو إبداع المخرج كريستوفر نولان الذي أظهرها بشكل يجعل المتلقي ينتهي إلى أنها فكرة حقيقية وممكنة التحقيق رغم كونها غاية في التعقيد.

حظي فيلم Inception بشعبية كبيرة بمجرد إطلاقه في صالات السينما سنة 2010، حيث احتل جزءا كبيرا من حديث الناس وتغريداتهم على تويتر وعلى العديد من المدونات. لكن هناك حقائق لا بد منك معرفتها حول الفيلم:

  • بدأ المخرج “كريستوفر نولان” بكتابته السيناريو منذ بداية الألفية الجديدة.
  • لم يقم المخرج بدراسة الأحلام التي سيتم تمثيلها بل قام باستخراجها من مخيلته فقط
  • كان نولان يستخدم عبارة: “أحد مستويات الأحلام في المطر، ومستوى في الداخل لكن في وقت المساء، وآخر في الثلوج”.
  • تم اختيار الشخصيات المشاركة في الفيلم بعد أن تم اختيار “ليوناردو دي كابريو” لأداء الدور الرئيسي، ليشعر ليوناردو بالراحة في العمل إلى جانبهم.
  • الممثلة “إيلين بيج” التي قامت بدور المهندسة المعمارية، لم تقم بتجربة الأداء قبل الفيلم.

قد لا تتمكن من فهم الفيلم منذ الوهلة الأولى، وستجد نفسك تائها تماما كشخصيات الفيلم، لا تعرف أأنت في حلم أم في حقيقة أم في عالم آخر، لكن ستتضح لك الصورة شيئا فشيئا وتبدأ في الاقتناع بأحداث الفيلم لأنها مترابطة بشكل كبير وهذا ما جعل الفيلم أكثر قوة بالإضافة إلى المؤثرات البصرية والصوتية التي كانت قمة في الإبداع والتي أعطت الفيلم شيئا من الغموض والغرابة، وحين ينتهي الفيلم ستحس وكأن الأفكار تمت زراعتها في رأسك ودسها بين أفكارك.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*